حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الافتتاح الرسمي لمسجد في مدينة كامبريدج البريطانية.
ويعد
المسجد المركزي في ميل رود، والذي بلغت تكلفة إنشائه 23 مليون جنيه
إسترليني ويتسع لنحو 1000 مصل، "أول مسجد صديق للبيئة في أوروبا".وكان في بين الجموع مجموعة مؤلفة من حوالي 40 شخصا جاؤوا ليرحبوا بأردوغان وليستقبلوا موكبه.
لكن بالمقابل تجمع حشد مماثل في وسط المدينة ونددوا بسياسات أردوغان التي وصفوها بالمجحفة بحق الأكراد.
وقال بعضهم "إننا هنا اليوم في وقفة تضامنية مع المجتمع الكردي".
وقد دُعي الرئيس أردوغان، الذي وصل إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع لحضور اجتماع قادة الناتو، لحضور افتتاح المسجد من قبل المغني وكاتب الأغاني يوسف إسلام، المعروف سابقا باسم كات ستيفنز.
وكانت مجموعة من الوكالات الحكومية في تركيا، إلى جانب شركة تركية خاصة وصندوق قطر الوطني قد تكفلت بتمويل بناء المسجد.
وقال يونس أصلان، أحد مناصري أردوغان وقدم إلى كامبري
انتشرت في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لبرج القاهرة أو "برج الجزيرة" المصمم على
غرار زهرة اللوتس الفرعونية، والذي يفوق في ارتفاعه الهرم الأكبر في مصر
بأكثر من أربعين مترا.
لم يكن الفيديو ترويجا لذلك المعلَم السياحي، وإنما كان يعرض مشهدا صادما لشاب يقفز من أعلى البرج، الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترا، وهو يُصر على الانتحار، حتى بعد أن علقت ملابسه بأطراف سور البرج
الحديدية.وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي بعد ذلك، صورا لشاب عشريني مبتسم قوي البنية وقالت إنه طالب يدرس الهندسة، وإنه من ظهر في مقطع الفيديو.
وهذه الحادثة ليست الأولى في غضون بضعة أيام فقط في مصر، ولكنها أحدثت صدى واسعا في المجتمع المصري، وفي وسائل الإعلام المحلية. كما رصدت عدة تقارير محلية عددا من حوادث الانتحار في محطات مترو الأنفاق خلال العام الجاري فقط، مما دفع الهيئة المسؤولة عن إدارة وتشغيل المترو إلى مناشدة المواطنين عدم الإقدام على هذا الأمر.
وكانت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة لوزارة الصحة المصرية أطلقت مبادرة بعنوان "حياتك تستاهل تتعاش" في محطات مترو الأنفاق، في شهر أبريل/نيسان الماضي، لمواجهة الأفكار الانتحارية التي يمكن أن تكون لدى البعض.
وتهدف الحملة، وفقا لتصريحات نقلتها صحف محلية عن مسؤ
فور انتشار مقطع فيديو الانتحار من أعلى برج القاهرة، سارعت السلطات في مصر إلى ملاحقة المسؤولين عن نشر ذلك المقطع المصور، لأن ذلك فعل يعاقب عليه القانون.
ودشنت منظمات حكومية وأهلية في مصر حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لمناهضة الانتحار.
وفي القانون المصري، لا تعدّ محاولة الانتحار جريمة، إنما يجرم قتل الغير فقط. أما مَن يساعد المنتحر على الانتحار فيخضع للمساءلة باعتباره فاعلا أصليا في جريمة قتل.
وأهابت النيابة العامة في مصر في بيان لها الشهر الماضي، في أعقاب غرق طالبة بكلية الصيدلة يرجح البعض أنها انتحرت في مياه النيل، بأولياء الأمور أن يرفقوا بأبنائهم وبناتهم ويطمئنوا عليهم، مضيفة: "إنْ وجدتم من فتياتكم أو فتيانكم مرضاً فعالجوهم، فإن المرض النفسي داءٌ كأي داء، لا خجل فيه ولا حياء، والاعتراف به أول أسباب الشفاء، فأغيثوهم بالعلاج والدواء، قبل أن ينقطع فيهم الرجاء".
دوافع الانتحار نفسيا واجتماعيا
تقول سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر لبي بي سي، إن المنتحر ضحية لعوامل كثيرة متشابكة ومتفاعلة، تدفعه لذروة اليأس حتى يقدم على قرار الانتحار.
ومن هذه العوامل ضعف النفس، والمرض، وغياب الثقافة، والإدمان، وهي عوامل قد تتشابك معا لتصيب المرء بحالة من اليأس تجعله يقدم على الانتحار.
وعلى رأس هذه العوامل تأتي الأمراض النفسية، كالاكتئاب العقلي والنفسي.
وتؤكد فايد أن الاكتئاب العقلي هو الأخطر؛ لأنه يحتاج إلى عقاقير، بخلاف الاكتئاب النفسي الذي يكون مؤقتا ومرتبطا بظروف معينة يزول بزوالها.
وهناك أيضا أمراض أخرى كالفصام، والهلاوس السمعية والبصرية، وهي أفكار تتسلط على الذهن وتعزل صاحبه عن العالم الخارجي، وقد تدفعه تحت وطأة ضغوط الحياة إلى الانتحار.
وترصد فايد في هذا الصدد مشكلة الإدمان، كأحد أهم العوامل المساعدة على الانتحار؛ فالألم النفسي الناجم عن الإصابة بمرض ما، على سبيل المثال، قد يدفع المريض أحيانا إلى اللجوء إلى المخدرات حتى يمسي مدمنا عليها، وتحت تأثيرها، قد يسهل عليه الإقدام على أهوال الانتحار.
وتقول أمل رضوان، أستاذ علم الاجتماع في مصر لبي بي سي، إنه بالإضافة إلى الأمراض العقلية والنفسية، هناك أسباب أخرى مجتمعية قد تفضي إلى الانتحار، كالتفكك الأسري، والفراغ، والوحدة وعدم اتخاذ هدف في الحياة، والخوف من العقاب عند ارتكاب جريمة ما، أو الخوف من الفضيحة والتعرض للقهر والتنمر.
وتضيف رضوان أن هناك أيضا ظروفا اقتصادية، كالفقر والبطالة؛ قد تدفع بعض الناس إلى الانتحار، فضلا عن ضعف الوازع الديني. وتشير أيضا إلى أن التعامل الخاطئ مع الأدوية النفسية ومضادات الاكتئاب، ربما يكون من بين الأسباب التي قد تدفع صاحبها إلى الانتحار.
ولين في تلك الحملة، إلى مواجهة
يقول تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في سبتمبر/أيلول الماضي، إن مصر الأولى عربيا في عدد حالات الانتحار، متقدمة بذلك حتى على تلك الدول التي تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية.
وقالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات - وهي منظمة مصرية غير حكومية- في تقرير لها العام الماضي إن هناك "تزايدا في عدد حالات الانتحار"؛ إذ تم تسجيل أكثر من 150 حالة انتحار منذ مطلع العام الجاري، معظمهم من الشباب في الفئة العمرية بين 25 و30 عاما.
وأشارت إحصاءات أصدرتها منظمة الصحة العالمية عام 2016 إلى أن معدلات الانتحار سجلت 3799 منتحرا في مصر في ذلك العام.
ووفقا للمسح القومي للصحة النفسية، والذي أجرته وزارة الصحة المصرية العام الماضي، فإن سبعة في المئة من المصريين، البالغ تعدادهم نحو مئة مليون نسمة، يعانون أمراضا نفسية أغلبها في شكل اضطرابات مزاجية، لا سيما اضطراب الاكتئاب الجسيم، يليه الإدمان ثم القلق والتوتر ثم الفصام ، كما أن نسبة 24.7 في المئة من المصريين لديهم مشاكل وأعراض نفسية.
مَن المسؤول وما العلاج؟
تشدد أستاذة علم الاجتماع أمل رضوان على أن الجميع مدان ومسؤول عن ظاهرة الانتحار، بدءا من الشخص المنتحر، والأسرة، والحكومة، وعلماء الدين، والدراما، والإعلام، والأصدقاء؛ فلكل دوره في حماية مَن يفكر في الانتحار، بل وأحيانا يكون هؤلاء هم السبب في التفكير في الانتحار.وتنبه رضوان إلى أن الإنسان السوي هو المسؤول الأول عن طرد جميع الأفكار السلبية من ذهنه، والتفكير في أشياء أخرى إيجابية.
وتعُدّ رضوان الأسرة خطا أماميا للدفاع والحماية من الانتحار؛ عبر احتواء الأبناء ودعمهم، لا سيما في أوقات الأزمات، وإشباعهم نفسيا وعاطفيا.
ثم يأتي دور المدرسة مكملا لدور الأسرة وتعزيز ممارسة الأنشطة والهوايات، ثم دور علماء الدين والتوعية بأهمية الحفاظ على النفس وعدم اليأس.
وترى رضوان أن الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن معاناة الشباب في الحصول على فرص عمل وتوفير حياة كريمة فضلا عن تحقيق العدالة.
وتشير سوسن فايد إلى نظرة المجتمعات الشرقية للمرض النفسي باعتباره "وصمة"، وللمريض النفسي على أنه "مجنون"، فيمسي بذلك منبوذا اجتماعيا ويرفض العلاج والطبيب النفسي، فيتفاقم مرضه، ويصل إلى مراحل متأخرة يصعب علاجها، فيُقدم على الانتحار.
وهنا، تنبّه فايد إلى أهمية الثقافة المجتمعية، محذرة من مغبة الإهمال وعدم العلاج. وتشير أستاذة علم النفس إلى دور المؤسسات الدينية في بثّ القيم الرفيعة، وإلى أهمية الدور المنوط بالرموز الإسلامية في مواجهة هذه المشكلة.
وتناشد فايد بضرورة أن تكون هناك سياسة إعلامية تؤكد أهمية وقيمة الطب النفسي، وتصور الطبيب النفسي بالشكل اللائق، وتشجيع الناس على اللجوء إليه عند الحاجة.
وتنبه رضوان إلى خطورة الدور الذي قد يلعبه الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك دور الأصدقاء، وهي أدوار قد تحد من الانتحار، وقد تدفع البعض إليه، بسبب الإساءة أو التنمر.
ظاهرة الانتحار، ورفع الوعي بين أبناء المجتمع بأسباب الانتحار، وخطورته، بالإضافة إلى طرق التصدي له.
وقد ثارت تساؤلات عما قد يدفع شابا متفوقا دراسيا ولا يزال في الحادية والعشرين من عمره إلى الانتحار من فوق برج القاهرة.
دج من لندن مع مجموعة من أنصار الرئيس التركي، "أنا هنا لأحيي أعظم زعيم على الأرض، رجب طيب أردوغان، رئيسنا، ونحن هنا لتأييده أثناء وجوده في المملكة المتحدة".
لكن على بعد مسافة قصيرة من وسط المدينة، كان يمكن سماع المحتجين على حضور الرئيس التركي وهم يهتفون "أردوغان الإرهابي".
وقال أحدهم "لا أعتقد أنه ينبغي الترحيب بأردوغان في أي مكان، وعلى وجه الخصوص، لا أعتقد أنه ينبغي أن يدعى إلى افتتاح دار للعبادة".
وتم تصميم المسجد، الذي افتتح لأول مرة للجمهور في أبريل/ نيسان الماضي، "تكريما لفكرة تأكيد الإسلام على قدسية الطبيعة وحثه على تجنب الهدر والإسراف".
ويمتاز المسجد بأن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون معدومة فيه، وبأنه يجمع مياه الأمطار ويستخدم مضخات الهواء للتدفئة.
Comments
Post a Comment